الجمعة، 26 سبتمبر 2025

طيف عابر


 

 

مرت كطيف خلف جدار الهوى تلكأ

فإختلست النظر إليها وإذ بعينيها ابدأ

أبصرها ببعض لحظ وكلما غدا اربأ

حتي إن غفوت هاج النبض ولم يهدأ

ألف رسالة كتب ربوع سطر لم يقرأ

فما ذا الشيب إلا كطفلا بواقعه يصبأ

ليزاور أعتابهم خيال خصب لا يبرأ

متي وطئ الخيال كأنه العراف يتنبأ

ممسكا بأقلام الوجد وكلما خط يتلألأ

يجوب بحثا عن بيت شعر بات اجرأ

يرسم الشفاه دون خمر أثمل ولا أهدأ

أحتسي الرضاب بلا كأس ولا اخطأ

فأنا صنيع عينيها من لا يعلم لا يقرأ

أطوف ظل محاسنها وبالآهات أتوكأ

وإن سقطت حتي جدائلها أعلام تتهيأ

لرسم جدار من لظى خلف نافذة تلجأ

تنظر أي نار تهب إذا بالشوق أتوضأ

فأمد أكف الأماني مجري الحلم تملئ

إذ ألف جرة من سديم الراحلين ادرأ

أحيك رداء بالصبر متي قصتي تبدأ

أسكن الماضي قاع جب للآلام مخبأ

ألق فيه أشعاري وما فيها كذب أردأ

ما كان إلا سراب كلما شربت اظمأ

أنا اليوم وحيدا أناجي صمتا إستمرأ

 

الأربعاء، 3 سبتمبر 2025

لحن الغرباء

وقالت يظن أني أكتب في الحب والغواء

أن سطوري تكتب العشق لهم كما تشاء

فأحذر حرفي لا يمثل إلا قصص صماء

قد لا تشبهني هي بعض خواطر جرداء

أرى فيها الصبحة والقربة ببعض نساء

ربما ذكرى رأيتها دموع بعيون شهواء

أنا إمرأة أطرز أفكاري أرتديها بالخفاء

أشكل أنثي لا يطأ أرضها كل من يشاء

أرتل الحرف نظم وارتدي الخجل سواء

لا يضعف قلبي أنما يكفيني بعض ثناء

لا تمرح أنا ثمرة خاب بقطفها الغوغاء

كحروف تلهمني فكرتها والراحة دعاء

أتبحث عن سري وردوي صباح مساء

لا تغدو إلا بعض نبتات تتناثر بالبيداء

لا تحلم أني يوما أراسل كلمات بخفاء

وأكتب سطرا لا يعرف معني الإيخاء

فقلمي لا يتعدي كل خطوطي الحمراء

إن أرسم خط يبني ألف جدار وغطاء

من أنت لتدخل قصري وتكتب بسخاء

لا تأمل قربي فجزاك الله خير الجزاء

أيا سيدتي لا جواب عندي إنما رجاء

أكتب ما شئت متي شئت لا أراه بغاء

لا أتصنع ودا وأعرف معني الإصغاء

اليوم أشيد قصرا بخيالي لا يعلوه بناء

و أنقش أسمك درا فوق قلوب بيضاء

حتي لا أبقي في سطرك لحن الغرباء