السبت، 16 مارس 2013

عيون فى المشربية

عيونك مدار الكون تصيب كالرصاص
تسطر بلا قلم قصصا على الكراس
تقصى من تشاء من مبدع وذا الفراس
مغرقة كبحر موجة صعب المـــراس
كفانى يا قلب لست ماهرا كالغواص
أمتدت أشرعتى أركانها تعبر الوسواس
لا العمق أسكنه وسطح يملئة حراس
تخللت جميع موطنى غمرنى الأحساس
عيونا تسكن مشربية صنعها من نحاس
تلمع فى وسطها الشمس دون خلاص
تجذب النظر لا مجال منها ولا مناص
دقاتى كزئبق لا مستقر لها دون أجراس
أبحث عنها بشتات النظر منهمك بإخلاص
وكرى الجفون يستوقفنى دهشة الأحساس
خلا العالم حوالى دونها من جميع الأجناس
فتوحدت أقطارى إليها مستطردا كالبصاص
أستكشف معالم إنوثتها بخرائط صنعها ماس
فتفردت كونها أنثى لا تشبهها باقى الأناث
تغرد فى بهو خارج الأقطار دون حراس
أميرة تاجها قلبى وعرشها زمرد وماس
تخللت بمجرى الشرايين حياة وحماس
تبحر دروب قلبى رغما عنى كغواص
وها أنا على باحة الدرب أقف بين الناس
أعيانى الشوق إليها يمزقنى الوسواس
أصبو إليها حيث تسكن وتستقر الأنفاس
أم مس جن جنونى ويلقينى إلى القصاص
ينادينى من حولى ما بك من وسواس
والمشربية على مرمى البصر منها لا مناص
أغلق عينى على من حولى دون إحساس
وأبقى بين السكون أهواها من بصاص
يا هوى الشوق دون خوفا أنت الغواص
وقلبى بحرا قاعة ناظراتها أنى الخلاص
صعقت فلا الموت رحمة ولا مس الخناس

عيون المشربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق