الثلاثاء، 23 أبريل 2013

طريق الأقدار


مرت بي الأيام بين إثراها

وضاعت من احببت وحكمت الأقدار

ألهو وعبث الذكريات ليلي

وأطوف يومي بين الاسرار

تئن من الأحلام مضاجعي

لأنزف الحزن بشريان حلم ينهار

فذا اقول احببت لكنها هواجس

لا توقظ من الحلم نفسي ولا تحرر افكار

فقد هجر الحب قلبي

كمن فقدت ظلاها بين الاشجار 

أنتهت بي الأماني

طريق ليس لي فيه اختيار

وفي ليلة أذكرها

تصارعت في عقلي الافكار

تواسيني أو تغازل ضعفي

سكنت قلبي حتي صبح نهار

رجع الخلد يثني علي فؤادي

فقد رأيته مظلما فقد القدرة علي القرار

تتلاطم دقاته هجين

في مساء اختفت فيه الاقمار

مشتت لم ادرك عما ابحث

حتي رمقت سراب المحبوب

لا يقرب قلبي بذا حلم منهار

وذات ليلة اذكرها

تداعت لخاطري الافكار

رأيت فتاة تمر في عجال

تضيئ لها النجوم الطريق بين الديار

قفوت إثرها حيث دلفت

يهامس الحصي خطاها مرار

فإذ بقلبي ينبض في ليل وصال

لا يسكن ولا يهدأ ينبض بإستمرار

أضاءت غرفتها حيث دلفت

في نبض متعال أسمع كل جار

أغلقت الباب خلفها سريعا

ثم في رونق الليل تسدل الستار

رجعت ال داري تارك لبي

مشتت تغزوه الأفكار

 تجوبه الآف الأسئلة

من كانت تلك في سحر الأنوثة والإبهار

وقفت انظر حولي عن خلاصي منها

وأترك كل ما سار

لكن عقلي بهواجسة تداعت له الأفكار

رجعت في ليلي إلي الربوة

التي أثرتني وجذبتني إليها في انبهار

كنت أمضي بطريقي أهجو الفؤاد

عما سكن منه وعما سار

سرت بطريق بلا هدي جدب

لا إلي أين أنتهي ولا حتي لي إختيار

كان طريق ممتد مظلما 

قبل ظهور ليلة بذيغة بدار

لا أدري إلي أين تأخذني أقدامي

ولا إلي أين تلقيني الأقدار

 حتي ألقتني إلي ربوة

يعلوها قصر تحيط به الأسوار

إذ بعيني تأخذني

إلي غرفه تشق الظلام بالأنوار

فإقتربت وإقتربت منها

حتي سرت ألامس الجدار

بصرتها قبل أبصر من بها

تاه عقلي مما زاغت فيه الأبصار

تكاد الغرفة تضيء الليل من شعاع

ثقب الظلام كنور الأقمار

أشعلت الشوق بقلبي

كعملاق أقام جبلا منهار

أري في دلال خطوتها

في سكون بستان من أزهار

تسقي الليل العليل من الحسن

كالندي عندما يروي ظمأ الأشجار

قلبي الذي ظل لا يحلم بالعشق

أسر بجمال أنثي تجتمع علي خصرها الأسرار

فإذ بي أقتحم ما أثرته أهزوجة

وأبلغ من هويت إجبار

أقبلتبها من رحم الأيام

لاعقد مع الهوي ميثاق الأحرار

يلقي بنا الدهر بين أحضان النسيم

يطوف بنا كل صوب بإقتدار

كنا بينخضر البساتين نلهو

نجمع الورود بين سدول الأهوار

يباركناالليل بصحبه وأنسة

نجتمع عصبة تنشد فينا الأشعار

كنا نجول الأرض نلهو

نرسم أماننا علي أوراق الأشجار

فما وإنا رآنا الدجي إلا وبدا نوره

يغمر كل عاشق سكن الديار

أتي الدهر يلقي بالليل سكونه

وألقي سحره بين ثنايا النهار

قرجعنا إثر ما كنا ليلنا

وقد أصيب عقلي بدوار

إعتليت الربوة التي تسكنها

حتي دخات غرفتها وأضاءت الأنوار

حاولت أنألقي ما بقلبي من لهفة

لكني تراجعت وأثرتالعودة للديار

تركتها وسرت وحيد

لا أنيس يضرم بقلبي الشوق نار

حاولت أؤونس نفسي بليلتي

لكني من فرط الرغبة أنهت الأعذار

أصبحت أجوب الدروب بهيام

وقلبي بهواها ينشد الأشعار

مرت ليالي وعقلي تجوب فيه الأفكار

تأملتها وإن مرت اليالي دون إنتظار

تشدو بلهفتي حتي مطلع النهار

فحدث ما لم يخطر ببالي

أطلق العنان لنبضي فإنهار

حتي عواطفي لم ترحمني

وإن هربت منها بكل مسار

إنصرفت هواجس الليل من فرط الصباب

لا أري البسمة وضح النهار

وفي الهجر تأن الدموع صاغرة

وتشرد بين لهفة لقاء به الدهر جار

تحتسي من الليل متكأ ليس منه فرار

عشق مضي وقدر ليس لنا فيه إختيار

أسأل نفسي ما بداعي الشارد

أختلي بوحدتي دون قرار

فما وإن مضت ليلتي

                          أشرقت شمسي علي رفات الأنتظار 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق