مرت بي الأيام بين إثراها
وضاعت من احببت وحكمت الأقدار
ألهو وعبث الذكريات ليلي
وأطوف يومي بين الاسرار
تئن من الأحلام مضاجعي
لأنزف الحزن بشريان حلم ينهار
فذا اقول احببت لكنها هواجس
لا توقظ من الحلم نفسي ولا تحرر افكار
فقد هجر الحب قلبي
كمن فقدت ظلاها بين الاشجار
أنتهت بي الأماني
طريق ليس لي فيه اختيار
وفي ليلة أذكرها
تصارعت في عقلي الافكار
تواسيني أو تغازل ضعفي
سكنت قلبي حتي صبح نهار
رجع الخلد يثني علي فؤادي
فقد رأيته مظلما فقد القدرة علي القرار
تتلاطم دقاته هجين
في مساء اختفت فيه الاقمار
مشتت لم ادرك عما ابحث
حتي رمقت سراب المحبوب
لا يقرب قلبي بذا حلم منهار
وذات ليلة اذكرها
تداعت لخاطري الافكار
رأيت فتاة تمر في عجال
تضيئ لها النجوم الطريق بين الديار
قفوت إثرها حيث دلفت
يهامس الحصي خطاها مرار
فإذ بقلبي ينبض في ليل وصال
لا يسكن ولا يهدأ ينبض بإستمرار
أضاءت غرفتها حيث دلفت
في نبض متعال أسمع كل جار
أغلقت الباب خلفها سريعا
ثم في رونق الليل تسدل الستار
رجعت ال داري تارك لبي
مشتت تغزوه الأفكار
تجوبه الآف الأسئلة
من كانت تلك في سحر الأنوثة والإبهار
وقفت انظر حولي عن خلاصي منها
وأترك كل ما سار
لكن عقلي بهواجسة تداعت له الأفكار
رجعت في ليلي إلي الربوة
التي أثرتني وجذبتني إليها في انبهار
كنت أمضي بطريقي أهجو الفؤاد
عما سكن منه وعما سار
سرت بطريق بلا هدي جدب
لا إلي أين أنتهي ولا حتي لي إختيار
كان طريق ممتد مظلما
قبل ظهور ليلة بذيغة بدار
لا أدري إلي أين تأخذني أقدامي
ولا إلي أين تلقيني الأقدار
حتي ألقتني إلي ربوة
يعلوها قصر تحيط به الأسوار
إذ بعيني تأخذني
إلي غرفه تشق الظلام بالأنوار
فإقتربت وإقتربت منها
حتي سرت ألامس الجدار
بصرتها قبل أبصر من بها
تاه عقلي مما زاغت فيه الأبصار
تكاد الغرفة تضيء الليل من شعاع
ثقب الظلام كنور الأقمار
أشعلت الشوق بقلبي
كعملاق أقام جبلا منهار
أري في دلال خطوتها
في سكون بستان من أزهار
تسقي الليل العليل من الحسن
كالندي عندما يروي ظمأ الأشجار
قلبي الذي ظل لا يحلم بالعشق
أسر بجمال أنثي تجتمع علي خصرها الأسرار
فإذ بي أقتحم ما أثرته أهزوجة
وأبلغ من هويت إجبار
أقبلتبها من رحم الأيام
لاعقد مع الهوي ميثاق الأحرار
يلقي بنا الدهر بين أحضان النسيم
يطوف بنا كل صوب بإقتدار
كنا بينخضر البساتين نلهو
نجمع الورود بين سدول الأهوار
يباركناالليل بصحبه وأنسة
نجتمع عصبة تنشد فينا الأشعار
كنا نجول الأرض نلهو
نرسم أماننا علي أوراق الأشجار
فما وإنا رآنا الدجي إلا وبدا نوره
يغمر كل عاشق سكن الديار
أتي الدهر يلقي بالليل سكونه
وألقي سحره بين ثنايا النهار
قرجعنا إثر ما كنا ليلنا
وقد أصيب عقلي بدوار
إعتليت الربوة التي تسكنها
حتي دخات غرفتها وأضاءت الأنوار
حاولت أنألقي ما بقلبي من لهفة
لكني تراجعت وأثرتالعودة للديار
تركتها وسرت وحيد
لا أنيس يضرم بقلبي الشوق نار
حاولت أؤونس نفسي بليلتي
لكني من فرط الرغبة أنهت الأعذار
أصبحت أجوب الدروب بهيام
وقلبي بهواها ينشد الأشعار
مرت ليالي وعقلي تجوب فيه الأفكار
تأملتها وإن مرت اليالي دون إنتظار
تشدو بلهفتي حتي مطلع النهار
فحدث ما لم يخطر ببالي
أطلق العنان لنبضي فإنهار
حتي عواطفي لم ترحمني
وإن هربت منها بكل مسار
إنصرفت هواجس الليل من فرط الصباب
لا أري البسمة وضح النهار
وفي الهجر تأن الدموع صاغرة
وتشرد بين لهفة لقاء به الدهر جار
تحتسي من الليل متكأ ليس منه فرار
عشق مضي وقدر ليس لنا فيه إختيار
أسأل نفسي ما بداعي الشارد
أختلي بوحدتي دون قرار
فما وإن مضت ليلتي
أشرقت شمسي علي رفات الأنتظار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق